المذكرة السياحية
بكل عزيمة وإصرار، وحاملة شهادتها الجامعية العليا، سعت مريم خياط إلى تحقيق طموحها وإثبات كفاءتها، مما أهلها عن جدارة للوصول إلى موقع المسؤولية كرئيسة للمركز الإقليمي للامتحانات بالمديرية الإقليمية لقطاع التربية الوطنية بالفقيه بن صالح.
ونشأت مريم خياط، المزدادة سنة 1979 بمنطقة أولاد اعريف بضواحي مدينة الفقيه بن صالح، في وسط أسري بسيط بين ثمانية إخوة وتابعت دراستها بجدية ونجاح لتحصل على شهادة البكالوريا بشعبة العلوم التجريبية سنة 1999.
والتحقت مريم خياط بكلية العلوم بمدينة مراكش حيث حصلت على الإجازة في شعبة البيولوجيا النباتية سنة 2005، ثم دبلوم الدراسات المعمقة من شعبة علوم البيئة بنفس الكلية سنة 2007.
تعلمت مريم خياط، طوال مسارها الدراسي الناجح، الجدية والحزم والمثابرة في العمل والكفاح دون كلل أو ملل والمنافسة الشريفة من أجل إثبات حق المرأة في نيل حظها في العمل ومراكز المسؤولية، مثل ما نالت حظها في التعليم، إسوة بشقيقها وزميلها الرجل.
وبعد تعيينها المباشر بمكتب الامتحانات بالمديرية الإقليمية لقطاع التربية الوطنية في شهر يوليوز من سنة 2010، اشتغلت مريم خياط بتفان ومسؤولية وتضحية من أجل إثبات قدرتها على حسن تدبير هذا الموقع الحساس بين زملائها في القطاع، إذ ساهمت في إدارة المكتب بكفاءة عالية حظيت بها باحترام وتقدير الزملاء والزميلات ورئيسها المباشر في العمل.
سبع سنوات من العمل الجاد كانت كافية لكي تؤكد مريم خياط أحقيتها بتقلد منصب رئيسة المركز الإقليمي للامتحانات بذات المديرية بتاريخ 5 يوليوز من سنة 2017، لتصبح أول امرأة تتولى هاته المهمة الحساسة، وذلك بإشرافها بشكل مباشر على تنظيم وتدبير امتحانات نيل شهادة البكالوريا على مستوى 22 مركزا، إضافة إلى 32 مركز امتحان لنيل دبلوم السلك الثانوي الإعدادي و84 مركز امتحان لنيل شهادة السلك الابتدائي.
وينضاف لذلك إشرافها على مباريات توظيف الأساتذة، وأطر الأكاديمية ومباريات الأولمبياد في مختلف المواد والمستويات والمباريات العامة للعلوم والتقنيات، وكذا الدراسات المنجزة إقليميا من طرف المركز الوطني للتقويم والامتحانات.
وخلف ابتسامتها الطفولية الدائمة، تخفي مريم خياط حزما وصرامة كبيرين في تدبير شؤونها المهنية، بالموازاة مع رعايتها واهتمامها بطفلها الوحيد ذي السبع سنوات. ولا ينفي ذلك الحزم الظاهر حبها لأغاني فيروز وأم كلثوم وماجدة الرومي ومارسيل خليفة، وشغفها بالقراءة والمطالعة المسائية للقصص والروايات المختلفة وأشعار محمود درويش ونزار قباني وغيرهم.
وخارج العمل، فإن مريم تحب مشاهدة الأفلام والمسلسلات المغربية وتحرص على زيارة أفراد عائلتها نهاية كل أسبوع، دون أن تنسى ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق بانتظام، والاهتمام بشؤون البيت حيث يستهويها إعداد مختلف أنواع الحلويات وتتبع ما جد في عالم المطبخ.
وتعكس هذه المعالم في حياة مريم خياط المهنية والشخصية قدرة المرأة المغربية العاملة بالخصوص على المزواجة بين جميع الأدوار، سواء كأم وربة بيت، أو كصاحبة مسؤولية في العمل والمجتمع عموما.