منطقة تاريخية في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية. ينعت ساكن المنطقة بالفيلالي (أو الفيلاليون عندما يتعلق الأمر بالسلالة الحاكمة). تتكون من مجموع الواحات التي كانت تعد، تقليديا، نقطة وصول القافلات العابرة للصحاري إلى المغرب. وتتبع تافيلات اليوم إقليم الرشيدية، قصر السوق سابقا و تنتمي، منذ سنة 1997، إلى جهة مكناس تافيلالت. تعتبر تافيلالت من المناطق التاريخية الأكثر أهمية في المغرب فهي وريثة مدينة سجلماسة التاريخية، التي لم يبق من اشعاعها الحضاري في ذاكرة سكان هذه المناطق شيئا، سوى خرابها الذي يمتد على مساحة شاسعة غرب الريصاني، وأصبحت تعرف باسم «المدينة العامرة»، وكانت سجلماسة تعني المناطق الواقعة على ضفاف مجرى واد زيز وغريس وتودغى وجزء من مناطق وادي كير عند الجغرافيين العرب، فلفظ تافيلالت في الوقت الحالي لا يدل على كل هذا المجال بل يقتصر فقط على المناطق الواقعة جنوب تيزيمي الممتدة حتى قصر تنغراس وهو المجال الذي يتوسطه خراب مدينة سجلماسة.
تسمية
اختفى لفظ سجلماسة اليوم ولم يعد مستعملا في رواية المحليين إلا ناذرا، لكن بعد سيطرة القوات الفرنسية على المنطقة أعادت إطلاق تسمية تافيلالت على المجالات الممتدة من أعلى وادي زيز مرورا بالخنك ومدغرة والرتب تم تيزيمي والمناطق الممتدة من مجرى وادي غريس ووادي زيز، وحددت كل هذه المناطق في مجال واحد أطلقت عليه اسم مقاطعة تافيلالات.
تتعدد الروايات حول أصل ظهور تسمية تافيلالت، منها تفسير يقول أن بعد قدوم الشرفاء العلوين إلى هذه المناطق أي أواخر القرن السابع الهجري الثالث عشر ميلادي، ظهر لفظ تافيلالت بعد أن تم اشتقاقه من كلمة «أوفيوا» من فعل «وفى» «يفي» ومعناها اوفوا بصيغة أنتم في الأمر، وهذه الكلمة هي التي كان يقولها الشريف مولاي الحسن بن قاسم «القادم من الحجاز إلى سجلماسة» بعد استقراره بين سكانها، وكان قد علمهم طرق ري جديدة وتعهد هؤلاء بالمقابل بتأدية ربع الغلة في حالة نجاح فلاحتهم، لكنهم رفضوا بعد أن تحقق لهم ذلك إعطاء الشريف ما وعدوه به، فكان يقول لهم «أفيوا» أي أعطوني ما وعدتموني به فيجيبونه «لا لا» فسموا ب «فيلالا» خاصة وان غضافة تاء البداية والنهاية أنما تكون لإعطاء اسم المكان العربي صيغة بربرية.
وذهب قول آخر إلى أن كلمة تافيلالت هي الصيغة البربرية لكلمة افيلال أي هي اسم منطقة بالجزيرة العربية، وان استعمال هذه الكلمة قد شاع في مرحلة قدوم الهلاليين إلى بلاد المغرب بفضل عرب الصباح الذين استقروا في منطقة تيزيمي والجرف بإقليم سجلماسة بعد أن رافقوا الهلاليين من طريقهم نحو الغرب.
وتفسر رواية أخرى أن كلمة تافيلالت هي تصغير لكلمة «أفيلال» أو «أوفيلال» التي تطلق على سلسلة جبلية صغيرة بمنطقة سجلماسة يصل علو اعلى قمة بها 785م وتوجد على بعد 50 كلم جنوب شرق الريصاني و 4 كلم شمال غرب الطاوس، ويعتبر جبل أفيلال من المواقع المأهولة قديما.
اقتصاد
يعتمد اقتصاد تافيلالت على الزراعة، ويتخصص بشكل كبير في إنتاج التمور، حيث يشغل إقليم الرشيدية وحده 29% من الأراضي المخصصة لنخيل التمور على الصعيد الوطني ويساهم ب 27% من الإنتاج المغربي للتمور. ويضمن انتاج التمور وسائل العيش لجزء كبير من الساكنة، وتشكل زراعة دعامة النشاط الزراعي في الواحات نظرا لأن نخيل التمور يخلق مناخا محليا مناسبا لتطور زراعات أخرى كالزيتون و الحبوب و العلف و الخضراوات.
لكن هذا القطاع يواجه العديد من الإكراهات و خصوصا المتعلقة بشيخوخة النخيل ووباء البيوض و نقص العناية أثناء الحصاد و بعده وطول فترة الجفاف و كذا عامل المجازفة. حاليا تتوجه الجهود لتطوير هذا القطاع. وترتفع المساحة الزراعية النافعة إلى 56.220 هكتار تسقى منها 20.95 % و 79.05% الباقية منها بورية.
شارك بتعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.