السيد الأعرج يؤكد الحاجة الماسة إلى نهضة ثقافية تعطي للفعل التنموي الشامل شروط الفعالية

المذكرة السياحية

أكد وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج ، يوم الجمعة بالرباط ، الحاجة الماسة إلى نهضة ثقافية تعطي للفعل التنموي الشامل شروط الفعالية والاستدامة المستنيرة بالقيم المولدة لسلوكات البناء التنموي.

وأوضح السيد الأعرج في كلمة خلال الجلسة الختامية للدورة الثانية لمجلس حكيمات رابطة كاتبات المغرب، أن الحقل الفكري والثقافي هو مجال النقد والسؤال بامتياز، وبدونهما يكون الانتقال من وضع إلى وضع أفضل منه عسيرا.

وأضاف أن رابطة كاتبات المغرب تجسد انخراط المرأة المغربية في المجهود الفكري الوطني، بما يكتسيه من إلحاح في ظل تحديات الظرفية العالمية الراهنة التي يحتاج خوض غمارها إلى عمل وتسابق، وأيضا إلى حكمة، كما يستحضر مجلس الرابطة بكل وعي ودراية.

وتابع الوزير أن روفع هذه التحديات يظل مستحيلا في ظل غياب تنمية ثقافية حقيقية، ويظل رهينا بالانخراط المجتمعي الكلي في هذا الأفق، مؤكدا أن دور المرأة في المجتمع وإسهاماتها الملحوظة في الإنتاج الفكري والثقافي والفني توصيف يتجاوز المشاركة ويستحق معانقة الريادة بكل اقتدار.

ومن هذا المنطلق ، يقول السيد الأعرج ، شددت وزارة الثقافة والاتصال ، من خلال مخططها العملي ، على الرفع من الغلاف المالي المخصص لدعم الكتاب بمبلغ 11 مليون درهم سنة 2019، مع تنظيم أزيد من 797 نشاط مرتبط بالقراءة والكتاب.

وأشار إلى أن الوزارة تسعى ، أيضا ، إلى دعم المجالات الثقافية والفنية بخلفية مستقبلية تكمن في ميلاد وتطور صناعات ثقافية وإبداعية تتولى زمام اقتصاد الثقافة والفن بكل مهنية وتخصص، مذكرا في هذا السياق، بتنظيم الوزارة ، بداية الشهر القادم ، للمناظرة الوطنية الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية بشراكة مع فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وستكون هذه المناظرة ، حسب السيد الأعرج ، لحظة لوضع خطة توافقية بين السياسيين والفاعلين الثقافيين والمهنيين حول التأسيس لصناعات ثقافية وإبداعية مغربية متطورة.

وسجل، من جهة أخرى، أن الوزارة تواكب كذلك مختلف الهيئات الثقافية في أنشطتها التأسيسية والهيكلية أو الفكرية والفنية والإشعاعية، كما هو الشأن لهذه الرابطة، مما أسفر عن تصاعد في الأنشطة والهياكل من خلال طلبات الدعم التي تتضاعف سنة بعد أخرى، مشددا على أن تحقيق التنمية الثقافية يظل هاجسا يوميا، حيث لا تذخر الوزارة جهدا في المساهمة في رفع التحديات الثقافية والفنية المتعددة المجالات والمتدخلين.

وانعقد مجلس حكيمات رابطة كاتبات المغرب الذي نظم تحت شعار “من أجل مشاركة فاعلة في التنمية الثقافية”، في أفق وضع استراتيجية تضع في اعتبارها مشاركة النساء “المنتجات ثقافيا وتربويا” في التنمية الثقافية ، وفي النقاش الدائر حول النموذج التنموي المنشود .

وتجدر الاشارة الى ان مجلس حكيمات رابطة كاتبات المغرب، أوصى ، باعتماد يوم 9 مارس يوما وطنيا للكاتبة.

كما تضمنت التوصيات التي تليت في الجلسة الختامية للدورة الثانية للمجلس، التي حضرها على الخصوص، وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج، المطالبة بالزيادة في ميزانية وزارة الثقافة، وتوقيع شراكة مع الوزارة لتنشيط المراكز الثقافية.

ودعت حكيمات رابطة كاتبات المغرب إلى تصحيح مفهوم الثقافة في الاعلام بجعلها أداة للتنمية، وتعزيز حضور نصوص الكاتبة المغربية في الكتاب المدرسي، فضلا عن خلق تعاون بين فروع الرابطة الجهوية والإقليمية مع الأكاديميات والمديريات الإقليمية لوزارة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

كما شددن على ضرورة تأمين مشاركة الرابطة في المعارض الدولية للكتاب ، وتمثيلها في لجنة القراءة لدعم الكتاب، وإشراكها في وضع البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وأكدن على ضرورة انفتاح مجالس الجهات على الجمعيات الثقافية لصياغة برامج ثقافية تنموية حقيقية تراعي الخصوصية الثقافية للجهة مع انخراط رئيسات الفروع الجهوية والمحلية للرابطة في هذه المهمة الوطنية التنموية.

وقالت رئيسة مجلس حكيمات الرابطة السيدة مليكة العاصمي في كلمة بالمناسبة إن المسألة الثقافية رهان أساسي لمغرب متطلع وطامح إلى ركوب “مرحلة القفز العالي”،مضيفة ان الثقافة مفهوم واسع وعابر للاختيارات والبرامج والمشاريع التنموية التي تخططها مختلف أجهزة الدولة مما يلقي على الدولة مسؤولية تثمين هذا القطاع كفاعل مركزي في السياسات التنموية ومنحه كافة الصلاحيات والوسائل للنهوض بمهامه الكبرى وأدواره الطلائعية.

وتابعت السيدة العاصمي أن رابطة كاتبات المغرب تحرص على المساهمة في المجهود العام الذي تبذله المملكة لما تتوفر عليه من طاقات وخبرات، مبرزة أن المغرب راكم في مساره الطويل كفاءات نسائية في العلم والفكر والابداع وغيره، اكتسبت انجازاتها صيتا عربيا وعالميا حولها الى مشاعل منيرة.

وأكدت حاجة المغرب إلى فعالياته النسائية، مردفة أن الإبداعات النسائية المغربية تتنامى بشكل لافت في كل لحظة مشيرة إلى أن الرابطة تعمل على جمع هذا الرصيد الثقافي النسائي النوعي وتوفير الأرضية والمناخ الذي يسمح له بالتبلور والتميز والابداع وتسعى لأن تكون مشتلا لاحتضان وتخريج وتأهيل الأجيال والأصوات والكفاءات التي يغتني بها المغرب ويراهن عليها لقفزته المأمولة.

وانعقد مجلس حكيمات رابطة كاتبات المغرب الذي نظم تحت شعار”من أجل مشاركة فاعلة في التنمية الثقافية”،في أفق وضع استراتيجية تضع في اعتبارها مشاركة النساء “المنتجات ثقافيا وتربويا” في التنمية الثقافية ، وفي النقاش الدائر حول النموذج التنموي المنشود .