
المذكرة السياحية
شهد حي شوبير بمدينة جرسيف، بعد زوال أمس الجمعة 20 يونيو 2025، مأساة مؤلمة حين غرق طفل صغير أثناء محاولته السباحة في مياه واد ملولو، تحت وطأة حرارة خانقة.
وفور إشعارهم من قبل السكان المجاورين، انتقلت عناصر الوقاية المدنية والأمن الوطني بسرعة إلى عين المكان، حيث جرى انتشال جثة الطفل ونقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي، حيث تم تأكيد وفاته رسميًا.
وقد خلف الحادث موجة من الحزن والغضب وسط السكان، الذين تجمعوا بأعداد كبيرة قرب مجرى الوادي. وعبر العديد منهم عن سخطهم إزاء ما وصفوه بـ”التخلي المؤسساتي”، مطالبين السلطات بمنع السباحة بشكل صارم في الأودية، وباتخاذ إجراءات وقائية ملموسة، خاصة خلال فصل الصيف، الذي يشهد تكرارًا مأساويًا لحوادث الغرق.
هذه المأساة ليست حالة معزولة، بل تضاف إلى سلسلة طويلة من الغرق التي تطال سنويًا أطفالًا ومراهقين في الأحياء الشعبية والمناطق القروية، حيث يُضطر هؤلاء إلى السباحة في الأودية والقنوات وحتى في مجاري المياه المكشوفة، في غياب تام لبدائل آمنة مثل المسابح العمومية أو فضاءات الترفيه.
هل يعقل أن يموت أطفال في سنة 2025، في بلد يعيش تحولا كبيرا، فقط لأنهم لا يجدون بنية تحتية أساسية؟ لماذا تفضل الميزانيات العمومية التجميل الحضري، من تبليط ونخل اصطناعي ومدارات، بينما تعيش أحياء بأكملها دون حوض مائي واحد يسمح لأبنائها بالانتعاش بكرامة؟
لقد أصبح من الضروري أن تتحمل الجماعات المحلية، والمجالس المنتخبة، والمصالح المركزية مسؤولياتها، وذلك من خلال:
بناء مسابح بلدية في الأحياء المهمشة والمدن الصغرى، تكون في متناول الجميع؛
إطلاق حملات تحسيسية واسعة داخل المدارس ومراكز الشباب حول مخاطر السباحة غير المؤطرة؛
تأمين الولوج إلى الأودية والنقاط المائية الخطرة؛
إشراك المجتمع المدني في مبادرات واقعية للوقاية والمرافقة.
أيها المسؤولون، أيها المنتخبون، أيها أصحاب القرار: اتقوا الله واحترموا الحياة. لا يجوز لأطفالنا أن يموتوا في صمت ونسيان. امنحوهم صيفًا كريمًا وآمنًا وإنسانيًا. ابنوا المسابح، لا الأعذار.