
المذكرة السياحية
أكد رئيس جهة فاس – مكناس، عبد الواحد الأنصاري، أن الجهة تراهن على ترسيخ مكانتها كقطب اقتصادي واستثماري صاعد، قادر على استقطاب المشاريع ذات القيمة المضافة العالية.
وأوضح السيد الأنصاري، في افتتاح النسخة الخامسة للمنتدى الاقتصادي فاس – مكناس، الذي تحتضنه مدينة فاس من 19 إلى 21 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هذا الطموح تجسد من خلال إطلاق مشاريع مهيكلة من قبيل تكنوبارك فاس وسمارت فاكتوري، إلى جانب إحداث مناطق صناعية كبرى موزعة على مختلف الأقاليم.
وأضاف أن الجهة تعمل، بتنسيق مع الولاية والمركز الجهوي للاستثمار، على توفير أوعية عقارية مهيأة، وتيسير المساطر الإدارية، وتحسين مناخ الأعمال، من أجل استقطاب الاستثمارات الوطنية والدولية ذات القيمة المضافة العالية.
واعتبر أن “التحديات الاقتصادية التي نواجهها، سواء على الصعيد الجهوي أو القاري، تفرض علينا اليوم إرساء نموذج جديد للتعاون، قائم على تبادل التجارب وتحفيز الذكاء الجماعي، وتعزيز أوجه التكامل بين المؤسسات العمومية والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني”.
وفي هذا الصدد، أكد السيد الأنصاري على “الوعي” بأهمية هذا الرهان، معربا عن استعداد الجهة للعمل إلى جانب كافة الشركاء من اجل تحويل فاس-مكناس إلى فضاء محفز للمبادرة والاستثمار، ورافعة حقيقية للتنمية الشاملة والمستدامة.
وسجل أن إفريقيا ليست فقط قارة التحديات، بل هي أيضا قارة الفرص والآفاق الواعدة، حيث تزخر بثروات طبيعية هائلة ورأسمال بشري شاب ومؤهل، وأسواق نامية توفر إمكانات استثمارية واعدة.
وقال إنه “انطلاقا من هذه القناعة ومن إيماننا العميق بأهمية التعاون جنوب-جنوب، نعمل على تعزيز جسور الثقة والشراكة مع مختلف الفاعلين الترابيين بالقارة، مع تعميق شراكاتنا مع نظرائنا في الشمال”.
وجدد التأكيد على الانخراط التام في التوجهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز الانفتاح على إفريقيا، باعتبارها عمقا استراتيجيا ومجالا حيويا للتعاون والتكامل، معربا عن “اعتزازه” بالشراكات التي تربط جهة فاس-مكناس بعدد من الجماعات الترابية الإفريقية، مثل جماعة “تونكي” بكوت ديفوار، و”كاولاك” بالسنغال، و”الحوض الشرقي” بموريتانيا.
من جانبه، أفاد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس-مكناس، حمزة بنعبد الله، أن التوجيهات الملكية تشكل المرجع الأساسي للمنتدى الاقتصادي لفاس-مكناس، مضيفا أن الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال 25 سنة من توليه عرش أسلافه المنعمين، جعلت من المغرب “قطبا للازدهار الاقتصادي وفاعلا محوريا في بناء المستقبل المشترك”.
وأوضح أن المستقبل المشترك يُفترض أن يقوم “على التعاون والشراكات المبنية على مبدأ المنفعة المتبادلة (رابح-رابح)”، مضيفا أن القطاع الخاص، ممثلا في الغرف المهنية وجمعيات أرباب العمل، مدعو إلى الاضطلاع بدور محوري في خلق الثروة من خلال الاستثمار المنتج، وتعزيز تنافسية المقاولات عبر ترسيخ ثقافة الابتكار المستمر، وتطوير التعاون والانفتاح الدولي.
وأضاف السيد بنعبد الله أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات لفاس-مكناس انخرطت باستمرار في شبكات التعاون متعدد الأطراف، دون إقصاء، مع إيلاء اهتمام خاص لهويتنا القارية، منوها بانعقاد، على هامش أشغال هذا المنتدى، الدورة 49 للجمعية العامة للمؤتمر الدائم للغرف الإفريقية والفرنكوفونية.
وأعرب رئيس المؤتمر الدائم للغرف الإفريقية والفرنكوفونية، عن إشادته باحتضان المغرب لأشغال الدورة 49 لهذه الهيئة، مبرزا أن هذه هي المرة الثانية التي تحتضن فيها مدينة فاس هذا المؤتمر، وهو ما يعكس التزام غرفة التجارة والصناعة والخدمات لفاس-مكناس داخل هذا الشبكة.
وأوضح أن المنتدى والمؤتمر الدائم للغرف الإفريقية والفرنكوفونية يشكلان فرصة للمشاركين لأخذ لمحة حول الاقتصاد المغربي واستراتيجياته في مجال التعاون مع شركائه الأفارقة، مضيفا أن هذا الحدث يشكل أيضاً مناسبة لإبرام شراكات بين المقاولات والغرف القنصلية.
وبعدما ذكر بأن المؤتمر يضم 82 غرفة قنصلية من 24 دولة فرنكوفونية، منها 20 دولة إفريقية، شدد على دور هذه الشبكة في تطوير القطاع الخاص الإفريقي من خلال التعاون بين الغرف القنصلية التابعة لها، وتشجيع التبادلات الاقتصادية بين هذه البلدان.
وتقام النسخة الخامسة للمنتدى الاقتصادي فاس – مكناس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة ممثلين من عدة دول إفريقية وأوروبية.
وتقترح هذه الدورة، المنظمة تحت شعار “الاستثمار، الابتكار، التعاون: مفاتيح لمستقبل مشترك”، برنامجاً غنيا ومتنوعا، بمشاركة وفود من أكثر من 20 دولة، تمثل أزيد من 52 غرفة مهنية.
وجرى حفل افتتاح هذا الحدث بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووالي جهة فاس مكناس، عامل عمالة فاس بالنيابة عبد الغني صبار، ودبلوماسيين، ورؤساء وممثلي غرف مهنية مغربية وأجنبية.