تصنيف محتمل للبوليساريو كمنظمة إرهابية يضع جنوب إفريقيا في مأزق كبير

المذكرة السياحية

حذر تقرير حديث لصحيفة Mail and Guardian الجنوب إفريقية، من التداعيات المحتملة “الخطيرة” على بريتوريا في حال أقدمت الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، على تصنيف جبهة البوليساريو الانفصالية كمنظمة إرهابية، خاصة مع وجود توجه أمريكي واضح نحو دعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل نهائي لنزاع الصحراء.

وأوضح التقرير أن عددًا من أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزب الجمهوري يعتقدون أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية سيكون وسيلة فعالة لتقويض دور الجبهة وقطع الدعم عنها، خصوصًا من قبل حلفائها التقليديين، وعلى رأسهم الجزائر وجنوب إفريقيا.

وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى تحركات السيناتور الجمهوري جو ويلسون، الذي عبّر في 11 أبريل الجاري عن عزمه تقديم مشروع قانون يصنّف البوليساريو كمنظمة إرهابية، وهي خطوة، بحسب التقرير، قد تفتح الباب أمام سلسلة من الإجراءات التي من شأنها أن تؤثر على عدد من الأطراف، وفي مقدمتها جنوب إفريقيا.

ونقل التقرير قراءة للباحثة زيب ريبوع، المتخصصة في شؤون السلام والأمن في الشرق الأوسط بمعهد هدسون، التي رصدت ثلاث تداعيات رئيسية قد تطال جنوب إفريقيا نتيجة هذا القرار المحتمل:

شلل في جهود المناصرة وجمع التبرعات: توقعت ريبوع أن يتسبب التصنيف الأمريكي في تراجع أنشطة المناصرة والدعم التي تقوم بها منظمات غير حكومية جنوب إفريقية لصالح البوليساريو، مشيرة إلى أن هذه المنظمات قد تختار الانسحاب تفاديًا للمساءلة القانونية، رغم احتمال استمرار بعض الجهات في الدعم بشكل سري بدافع إيديولوجي أو ديني.

تأثير اقتصادي مباشر: شدّدت ريبوع على أن التصنيف المحتمل سيرفع من وتيرة التدقيق الدولي على النظام المصرفي في جنوب إفريقيا، في ظل تقارير تفيد بوجود دعم مادي من داخل البلاد للجبهة الانفصالية. وقد يترتب على ذلك خسائر في السمعة البنكية، وتراجع في التعاملات المالية الدولية، وحتى فرض عقوبات ثانوية.

خطر التصنيف كدولة راعية للإرهاب: اعتبر التقرير أن أخطر السيناريوهات يتمثل في إمكانية تصنيف جنوب إفريقيا نفسها كدولة راعية للإرهاب في حال واصلت دعمها العلني للبوليساريو، خاصة إذا مضت واشنطن قدمًا في تطبيق التصنيف بكل صرامة.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن العلاقات الأمريكية الجنوب إفريقية تعرف توترًا متزايدًا منذ تولي الإدارة الجديدة السلطة، مضيفًا أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية قد يُفاقم الأزمة بين البلدين، ويُشكّل نقطة تحول إضافية في مسار العلاقات الثنائية.