
المذكرة السياحية
رغم تشبث جزء من الساكنة بمسقط رأسها، يقترح مصطفى المعتصم، أستاذ التعليم العالي المتخصص في الجيولوجيا، نقل المتضررين إلى قرى نموذجية تقيهم مضاعفات المطر والثلج، مع صيانة أراضيهم في مسقط رؤوسهم وتيسير الولوج إليها عبر الطرقات، حتى يمكنهم استمرار العمل بها، محذرا من تبعات طبيعية مرتبطة باختلال التوازنات البيئية نتيجة قوة “زلزال الحوز”.
المتخصص في علم طبقات الأرض قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “ينبغي أن نتوقع أمطارا قبل الثلوج، وهي أمطار تسبب ما تسمى التدفقات الوحلية؛ لأن الأرض الآن اختلَّ توازنها بسبب الزلزال، فتتكرر الانهيارات الصخرية، ويمكن أن تكون انهيارات كبيرة، وسيلانات للوحل، وهي سيلانات خطيرة لأنها يمكن أن تدفن قُرَى”، وأضاف: “جبال الأطلس مازالت ترتفع، والتوازنات اختلت مع ما حدث من تحرّك، والزلازل الارتدادية نتيجة محاولة إيجاد توازن جديد”.
واستحضر المعتصم تجربة الزلزال في سوريا، حيث “وضعت الخيام في هضبة الأناضول أو الشمال، وطقسها بارد في الشتاء، ولما جاءت الثلوج، وبما أن السقوف لم تكن معدّة للثلوج مثل التي نجدها بالمغرب، في إفران مثلا، أسقط ثقل الثلوج الخيام، وسقطت على الناس”، وتابع: “لا ينبغي أن تصير الخيام خطرا على السكان في المناطق الثلجية المتضررة، وهو ما يضاف إلى ما سبق من حديث عن المطر، علما أن السحب والأمطار تكون في مستوى الجبال، التي تكون بينها الرياح عاتية، وهو ما يجعل من الاستحالة صعود طائرات الهليكوبتر”.
وواصل المتحدث ذاته: “من باب الاحتياط، من الأفضل إنزال الناس مؤقتا إلى سهل شيشاوة، فليست به الثلوج بكثرة، وهي منطقة آمنة نسبيا مقارنة بالمناطق التي مازالت تعرف هزات ارتدادية، تصل بعض المرات إلى 4.8 درجات”.
ويقدر المصرح أن “هذه مناسبة لتسعى الدولة إلى جمع السكان في شبه مدن أو قرى نموذجية، يمكن أن تكون فيها مدرسة ومستشفى، مع تسهيل الولوج عبر الطريق إلى المناطق المتضررة، حتى يتمكن من يمتلك حقلا أو أشجارا أن يعتني بها ويعود إلى المسكن النموذجي”، ثم قال: “هذه فرصة لجمع الساكنة في قرى نموذجية تتوفر على كل متطلبات العيش الكريم، وبعيدة عن مناطق الخطر”.